الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة بعــد خـروجـه من السجن: منذر الجريدي يكشف أســرارا مثيـرة عـن قضية العربي الماطري وقاتل مديرة الإذاعة

نشر في  19 جانفي 2017  (10:33)

 تمكن يوم 13 جانفي 2017، الفنان والممثل المنذر الجريدي، من التمتع بالعفو الرئاسي الخاص بعيد الثورة، وذلك بعد أن قضى شهرا و27 يوما بسجن المرناقية على خلفية قضية استهلاك مادة مخدرة «زطلة»، ويذكر ان الجريدي تمت محاكمته بسنة سجنا ..
وبمغادرته اسوار سجن المرناقية كان لنا حوار  مع المنذر الجريدي، الذي حدثنا عن هذه التجربة القاسية، وعن المظلمة التي تعرض اليها نتيجة وشاية كيدية من احد اصدقائه على حد تعبيره ..
في البداية افادنا الجريدي انه تحول خلال شهر نوفمبر الفارط الى منطقة واد قريانة  بهدف اقتناء «شباك»، في الأثناء قرر زيارة صديق له وهو ممثل، وذلك للاطمئنان عليه بحكم أن هذا الاخير يقطن بتلك المنطقة، وبعد زيارة لم تدم طويلا عاد ادراجه، لكن ما راعه الا وأعوان أمن يقومون بايقافه بالميترو عدد 4 وتحديدا على مستوى محطة سليمان كاهية، وتفتيشه، قبل تحويله الى منطقة الشرطة العدلية بمنوبة، وهناك فوجئ بوجود صديقه الممثل «محمد الجلاصي « حيث تم القاء القبض عليه بتهمة استهلاك «الزطلة، وهي نفس التهمة التي تم توجيهها اليه، مضيفا ان صديقه اخبر اعوان الأمن انه استهلك هذه المادة المخدرة معه .
واضاف محدثنا انه تم ايداعه بمركز الايقاف ببوشوشة، حيث تم اجراء التحاليل البيولوجية عليه، مؤكدا انه اجرى 3 تحاليل لكنها لم تثبت جميعها استعماله للزطلة من عدمه، ورغم ذلك تمت احالته على وكيل الجمهورية بمحكمة منوبة الذي احاله بدوره على قاضي التحقيق الذي اصدر في شأنه بطاقة ايداع بالسجن، ليصدر في حقه بعد ذلك حكم بسنة سجنا.

كاستينغ داخل السجن

وعن تجربته داخل سجن المرناقية، اكد الجريدي ان التجربة كانت قاسية جدا ورغم ذلك تعلم منها، ووجه محدثنا رسالة شكر الى كل من الممثل توفيق الغربي، وابنته الفنانة غادة الجريدي، لأنهما سانداه كثيرا في محنته، وذكر انه تم ايداعه بغرفة تضم 17 سجينا، وهو عدد ضئيل مقارنة ببقية الغرف التي تضم اكثر من طاقة استيعابها بكثير ..
وبخصوص المدة التي قضاها، قال انه التقى منذ الحاقه بسجن المرناقية برئيس التأهيل هناك، وانه اقترح عليه، تكوين فرقة فنية تقدم عروضا تنشيطية للمساجين، مبينا ان ادارة السجن وافقت على مطلبه، وانه قام بعملية كاستينغ اختار اثرها 6 مساجين، قدم معهم 5 حفلات خلال فترة سجنه، كما افادنا ان ادارة السجن وفرت لهم الآلات الموسيقية وكل التجهيزات وتعاونت معهم كثيرا، كما افادنا انه قدم حفلا خاصا بالأمنيين المساجين الذين يتم ايداعهم بغرفة خاصة داخل سجن المرناقية.
ولئن تحدث الجريدي عن حسن المعاملة التي وجدها والاحترام، فانه لم ينكر تعرض بعض المساجين الى سوء معاملة واهانات اضافة الى ظروف اقامتهم القاسية جدا نتيجة الاكتظاظ والاختلاط، حيث يتم دمج مساجين الحق العام مع مساجين الارهاب اضافة الى وجود مساجين في قضايا بسيطة صحبة آخرين محكوم عليهم في قضايا جنائية كبرى كالقتل والاغتصاب ..

لقاء مع العربي الماطري وقاتل عواطف بن حميدة

وفي مجرى حديثه، أفادنا منذر الجريدي أنه طلب من رئيس التأهيل لقاء الفنان الشعبي العربي الماطري المحكوم بالمؤبد على خلفية جريمته الشنيعة والمتمثلة في اغتصاب طفل وقتله بطريقة وحشية، واكد الجريدي انه التقى فعلا بالماطري الذي تغيرت ملامحه كثيرا وبانت عليه علامات الكبر والوهن بعد 16 سنة قضاها خلف القضبان، واكد الجريدي ان العربي الماطري اكد له انه بريء ولم يرتكب تلك الجريمة، وانه تم القاء القبض عليه بعد ان لفقوا له تلك التهمة، كما ذكر الجريدي ان العربي الماطري اخبره، أنه تناول يوم الحادث كمية كبيرة من الحبوب المخدرة التي تشل الحركة، وبالتالي لا يمكنه الاقدام على القتل والاغتصاب، حسب رواية الماطري ، من جهة اخرى عبر العربي الماطري عن غضبه  من الفنانين الشعبيين الذين لم يسألوا عنه طيله مدة سجنه، ووجه رسالة اليهم وخص بالذكر على سبيل المثال سمير الوصيف ووليد التونسي حيث قال له حرفيا : «بلغ سلامي لكل الفنانين واخبرهم اني لاباس سواء سألتم عني ام لم تسألوا «.
من جهة اخرى ذكر المنذر الجريدي انه التقى بقاتل مديرة اذاعة الشباب الضحية عواطف بن حميدة، مؤكدا ان هذا الاخير لم تبد عليه علامات الندم بل اخبره بكل ثقة في النفس أنه هو من قتل عواطف.  

المساجين وأمور جدية

وختم محدثنا كلامه بتأكيده أن المساجين يتابعون برنامج «أمور جدية» الذي تبثه قناة الحوار التونسي، مشيرا الى أنه استاء كثيرا من سمير الوصيف الذي كان احد ضيوف هذا البرنامج، وذلك بعد تفادى هذا الاخير ذكر اسمه اثر ادائه لأغنية «جواباتي كثرت يا ميمة» التي كتبها الجريدي، ولم يتلق مستحقاتها المالية الى حد اليوم على حد تعبيره، وذكر الجريدي أنه لم يطالب بمستحقاته، وانه كان يتمنى لو اعترف الوصيف بجميله.

حاورته: سناء الماجري